تغرب عن الأوطان في طلب العلى : كلمات صعبة لا ينطقها إلا ذو البلاغة والأدب والفكر العظيم. رأى الامام الشافعي ان السفر والسياحة شئ جيد ومناسب والسفر خصوصا سبب في العلى وتحسين المعيشة والارتقاء بالفكر والتفكير. ونظرا لأهمية موضوع المقال سنتحدث عنه باستفاضة مع موقعنا سفرياتك الان فتابع لتستكشف أسرار جديدة في ثنايا أبيات شعر الشافعي.
تغرب عن الأوطان في طلب العلى
قصيدة الشافعي – تغرب عن الأوطان في طلب العلى
بيت الشعر: تغرب عن الأوطان في طلب العلى، بيت خالد ومنسوب للإمام الشافعي، اختصر فيه حكمة عظيمة تدعو إلى السعي، والتجربة، وطلب المجد. هذا البيت لا يُعد مجرد نص شعري، بل رسالة ملهمة لكل من يطمح في تغيير واقعه، وتحقيق طموحاته من خلال السفر والتعلم. في زمن تتسارع فيه الأحداث وتزداد أهمية التجارب الشخصية، تظل دعوة الشافعي للتغرب عن الأوطان بحثًا عن العُلى واحدة من أكثر الحكم عمقًا وتأثيرًا. وذلك كما ذكرنا من قبل فوائد السفر كما رأها الشافعي في (سافر تجد عوضا عمن تفارقه).
كلمات الشافعي للتغرب عن الاوطان والسفر للعلى
تغرّب عن الأوطان في طلب العلى
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفَرُّجُ هَمٍّ، واكتسابُ مَعِيشَةٍ
وعِلمٌ، وآدابٌ، وصُحبَةُ ماجدِ
فإن قيلَ في الأسفار ذلٌّ ومِحنةٌ
وقطعُ الفيافي، وارتكابُ الشدائدِ
فموتُ الفتى خيرٌ له من مقامِه
بدارِ هوانٍ بين واشٍ وحاسدِ
الشافعي عن التغرب عن الاوطان
لماذا قال الشافعي هذه القصيدة؟
الإمام الشافعي لم يكن فقيهًا وعالمًا فحسب، بل كان أيضًا رحّالة ومجربًا، تنقّل بين البلدان طلبًا للعلم والمعرفة، فعرف قدر السفر وقيمته. وقد واجه الكثير من التحديات في بلاد الغربة، واختبر ألم الفقد والبعد عن الأهل، لكنه في المقابل وجد في السفر فرصة عظيمة للنمو، واكتساب الخبرات، وبناء الذات. كتب هذه الأبيات ليؤكد أن من أراد أن يرتقي في الحياة، لا بد له أن يخرج من دائرة الراحة ويغامر بالتجربة.
فوائد السفر كما رآها الشافعي
من خلال هذه الأبيات، حدد الشافعي خمس فوائد عظيمة للسفر:
تفريج الهم: الابتعاد عن المكان المعتاد يخفف الضغوط النفسية ويجدد النفس.
اكتساب المعيشة: السفر قد يفتح أبوابًا جديدة للعمل والرزق.
طلب العلم: التنقل يمكّن الإنسان من التعلم من مصادر مختلفة وأساتذة متنوعين.
الآداب: السفر يعلّم الإنسان فنون التعامل والمرونة والذوق العام.
صُحبة الماجد: أي تكوين علاقات جديدة مع أشخاص ذوي فضل وخلق، وهي من أسمى مكاسب الترحال.
شرح لقصيدة تغرب عن الأوطان في طلب العلى
“تغرّب عن الأوطان في طلب العلى”: دعوة واضحة لترك الوطن – مؤقتًا – من أجل تحقيق العلو والرفعة.
“وسافر ففي الأسفار خمس فوائد”: تشجيع مباشر على السفر بذكر منافعه، مما يزيل الخوف أو التردد.
“تفَرُّجُ هَمٍّ، واكتسابُ مَعِيشَةٍ”: السفر وسيلة لتجديد النفس وتحسين الوضع المادي.
“وعِلمٌ، وآدابٌ، وصُحبَةُ ماجدِ”: خيرات السفر لا تتوقف عند المادة، بل تمتد إلى العلم والرقي الأخلاقي.
“فإن قيلَ في الأسفار ذلٌّ ومِحنةٌ”: هنا يعترف الشافعي بأن السفر له تحدياته.
“وقطعُ الفيافي، وارتكابُ الشدائدِ”: يشير إلى صعوبات الطريق والتغريب.
“فموتُ الفتى خيرٌ له من مقامِه”: رسالة جريئة تقول إن الجمود أسوأ من المخاطرة.
“بدارِ هوانٍ بين واشٍ وحاسدِ”: قد يكون البقاء في المكان المألوف أكثر ضررًا من الرحيل، إذا كان محفوفًا بالمهانة.
رأيي الشخصي عن القصيدة عامة
ككاتب ومهتم بالسفر، أرى أن هذه القصيدة تلخّص فلسفة شخصية عشتها بنفسي. فالتغرب لم يكن سهلًا، لكنه كان سببًا في اكتسابي لأشياء لم أكن لأحصل عليها وأنا ثابت في مكاني. القصيدة صادقة، وواقعية، وتُعطي دفعة قوية لكل من يشعر أن مكانه لم يعد يعبّر عنه أو يحقق له النمو. الشافعي بكلماته لم يكتب شعرًا فقط، بل رسم خارطة طريق لكل من يريد أن يصنع فرقًا في حياته.
رأيي في أشعار الامام الشافعي:
صراحة لا أرى في حياتي أفضل من أشعار وقصائد الإمام الشافعي. هذا باختصار. ولكن احيانا كثير يعجبني شعر المتنبي عن الحكمة والصبر وعن الحب ايضا. لكن الافضل دائما لدي هو أشعار الامام الشافعي وخصوصا في الدين والفضائل والصفات الحسنة والسفر.
وعلى الرغم أننا في عصر الذكاء الاصطناعي والسفر باستخدام الذكاء الاصطناعي الا ان كلمات الشافعي ستظل نبراسا لكل العصور والأزمان، كما يجب ايضا التعرف على السفر في عهد الذكاء الاصطناعي وكيفيه الربح من السفر، ليكون سفر وتعلم ورزق.
قصائد أخرى للشافعي عن السفر والتغرب عن الاوطان
للإمام الشافعي العديد من الأبيات التي تتناول موضوع السفر والغربة والفائدة منها، منها:
ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدبٍ من راحةٍ فَدَعِ الأوطانَ واغتربِ
سافر تجد عوضًا عمّن تفارقه وانصب فإن لذيذَ العيشِ في النصبِ
إني رأيت وقوفَ الماءِ يفسده إن ساح طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ
كل هذه الأبيات تؤكد نفس الفكرة: السكون جمود، والسفر حركة، والحركة حياة.
التأمل في الغربة كوسيلة للنضج
الغربة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل تجربة إنسانية غنية تُشكّل شخصية الفرد من جديد. السفر يُعرّض الإنسان لاختبارات في الصبر، والاعتماد على النفس، والانفتاح على ثقافات مختلفة. وقد أثبتت تجارب كثيرة أن الذين تغرّبوا عادوا أكثر نضجًا، ووعيًا، وقوة في التعامل مع الحياة. الشافعي لم يدعُ للغربة لمجرد الخروج، بل لأنه آمن بأن من لا يخرج لا يكتشف شيئًا جديدًا.
كيف نُطبّق رسالة الشافعي في عصرنا الحديث؟
في عالم اليوم، قد لا يكون التغرّب دائمًا بالسفر الجغرافي فقط، بل قد يكون بخروجك من منطقة راحتك وتجربة بيئات جديدة: العمل في مجال جديد، الدراسة في بلد مختلف، التطوع في مجتمعات مختلفة، أو حتى خوض تحديات خارج دائرة المألوف. المهم أن تبقى في سعيك للعُلى، كما أراد الشافعي. اجعل من كل تجربة سفر، فرصة لتتعلّم، تتطور، وتصبح أفضل.
وفي ختامنا
في ختام رحلتنا مع قصيدة “تغرّب عن الأوطان في طلب العلى”، ندرك كيف مزج الشافعي الشعر بالحكمة، والدعوة إلى التجربة بالمعرفة. هذه الكلمات لا تزال بعد قرون تُحرّك فينا الرغبة في الانطلاق، في الهجرة نحو الأفضل، وفي التغريب عن المألوف بحثًا عن المعنى. فلتكن هذه القصيدة دليلك، والكلمة المفتاحية في قلبك، حينما تقرر أن تغادر موطنك سعيًا للعُلى.
ما رأيك أنت؟ هل ترى في السفر بوابة للنجاح كما رآها الشافعي؟ شاركنا رأيك في التعليقات، ولا تنس مشاركة المقال ليستفيد غيرك.
سفرياتك سفرياتك هي دليلك الفريد للسفر وتقنية السفر والربح من السفر والتدوين في السفر والسياحة وأقوى دليل ارشادي تقني سواء مسافرا او مدونا او موظفا
